الاثنين، 24 أكتوبر 2011

ما لم يسمعه المجلس العسكرى .

 كتب أ.علاء الأسواني.فى الأسبوع الماضى اتصل بى صديقى الإعلامى الكبير يسرى فودة وطلب استضافتى فى برنامجه الشهير «آخر كلام» حتى أعلق على الحلقة التى أجراها اللواء العصار واللواء حجازى من المجلس العسكرى على قناة دريم. تحمست للفكرة وشاهدت ما قاله اللواءان، ومع احترامى البالغ لهما فإن كلامهما جاء مخيباً للآمال، لأنه انحصر فى مديح قرارات المجلس العسكرى وبيان أوجه الحكمة والعظمة فيها. فى اليوم التالى اتصل بى الأستاذ يسرى فودة ليؤكد على موعد الحلقة، وبينما أستعد للذهاب إلى الاستوديو اتصل بى من جديد ليخبرنى بأن الحلقة تم إلغاؤها ودعانى لمقابلته. ذهبت إليه فوجدته هادئاً مبتسماً كعادته ولما سألته عما حدث قال بهدوء:
ــ «توجد ضغوط أدت إلى إلغاء الحلقة، أما أنا فقد قررت إيقاف البرنامج.. أنا لا أحتكم فى عملى إلا لضميرى ولن أقبل أبداً أن أعمل وفقاً لتعليمات أى جهة مهما كانت».
فى حياتى قابلت أشخاصاً قليلين فى مثل شجاعة يسرى فودة واستقامته الأخلاقية. إن موقفه الرائع ضد ضغوط المجلس العسكرى يقدم نموذجاً للإعلامى الشريف الذى لا يتنازل عن مبادئه أبداً مهما كانت المكاسب أو التهديدات.. يبدو أن المجلس العسكرى صار يضيق بالنقد مهما كان جاداً ومخلصاً. لقد بدأت حملة شرسة شاملة ضد حرية التعبير فى مصر: قبل إلغاء حلقة يسرى فودة قامت الشرطة العسكرية باعتداءات عنيفة ضد قناة 25 يناير وقناة الحرة وقناة الجزيرة مباشر مصر، بالإضافة إلى حذف موضوعات صحفية بعينها من بعض الصحف لأنها لا تعجب المجلس العسكرى... نحن نحترم القوات المسلحة كمؤسسة وطنية نعتز بها جميعاً، لكن المجلس العسكرى يجمع سلطتى رئيس الجمهورية والبرلمان أثناء الفترة الانتقالية وبالتالى من حقنا بل من واجبنا أن ننتقد قراراته السياسية. حتى تتضح صورة ما يحدث فى مصر يجب أن نجيب عن الأسئلة التالية:
أولاً: ما علاقة المجلس العسكرى بالثورة..؟
إن المجلس العسكرى لم يشترك فى الثورة ولم يدع إليها لكنه وجد نفسه أثناء الثورة فى لحظة تاريخية فاتخذ قراراً بعدم إطلاق النار على المتظاهرين. كان هذا القرار حكيماً ووطنياً مما أكسب المجلس العسكرى ثقة الثورة، وبالتالى ما إن تنحى مبارك عن الحكم حتى عاد ملايين المتظاهرين إلى بيوتهم وكلهم ثقة بأن المجلس العسكرى قد صار وكيل الثورة الذى سينفذ أهدافها جميعاً. المعروف أن الوكيل ليس من حقه أن يتصرف بعيداً عن إرادة موكله، لكن المجلس العسكرى تحول من وكيل للثورة إلى سلطة تفرض إرادتها على الثورة. النتيجة أن الثورة المصرية تعثرت وتعطلت. إن كل ما حدث فى أعقاب الثورة المصرية يعكس محاولات مستميتة من المجلس العسكرى من أجل مقاومة التغيير والمحافظة على نظام مبارك... أرادت الثورة دستوراً جديداً فرفض المجلس وقام باستفتاء على تعديلات محدودة فى دستور 71، ثم قام بإلغاء نتيجة الاستفتاء وأعلن دستوراً مؤقتاً احتفظ فيه بمجلس الشورى ونسبة 50% عمال وفلاحين، وقرر أن يكون النظام رئاسياً. أى أن المجلس العسكرى حدد شكل الدولة المقبل كما يريد دون استشارة المصريين وبعيداً عن إرادتهم. طالبت الثورة بحل المجالس المحلية وإغلاق الحزب الوطنى فرفض المجلس العسكرى وانتظر شهوراً طويلة حتى صدرت أحكام قضائية نهائية بالحل والإغلاق. استبقى المجلس العسكرى المسؤولين المنتمين إلى عصر مبارك فى كل مواقع الدولة.. طالبت الثورة بالعزل السياسى لأعضاء الحزب الوطنى الذين أفسدوا الحياة السياسية فى مصر حتى لا يفسدوها من جديد، لكن المجلس العسكرى ظل يدرس الأمر ولم يفعل شيئاً حتى تمكن فلول نظام مبارك من الترشح لمجلس الشعب.
ثانياً: هل حافظ المجلس العسكرى على كرامة المصريين..؟!
لقد قامت هذه الثورة من أجل الكرامة. كنا نحلم بأن يعامل أبسط مواطن فى مصر كإنسان له حقوق وكرامة.. لقد طالبت الثورة بإلغاء جهاز أمن الدولة حيث تم تعذيب المصريين وإهدار كرامتهم على مدى عقود، لكن المجلس العسكرى أصر على الاحتفاظ بهذا الجهاز الرهيب بعد تغيير اسمه إلى جهاز الأمن الوطنى.. لا يحتاج المرء إلى ذكاء كبير ليدرك أن جهاز أمن الدولة يقف وراء معظم الأزمات التى تحدث فى مصر بدءاً من الفتن الطائفية وحتى البلطجة والانفلات الأمنى.. ضباط أمن الدولة ينتمون فكراً وعملاً إلى نظام مبارك وهم سيفعلون كل ما يستطيعونه من أجل منع التغيير الذى سيؤدى قطعاً إلى محاكمتهم على الجرائم الكثيرة التى ارتكبوها فى حق المصريين وهم يملكون أدوات التخريب كاملة: معلومات دقيقة وعملاء مندسون فى كل مكان وأموال وفيرة يحصلون عليها من فلول نظام مبارك. لم يكتف المجلس العسكرى بالإبقاء على أمن الدولة بل أضاف إليه جهازا قمعياً جديداً: الشرطة العسكرية... فى شهور قليلة ارتكب أفراد الشرطة العسكرية ضد المصريين جرائم بشعة لم يحاسبهم أحد عليها: ضرب المواطنين وتعذيبهم وصعقهم بالكهرباء وهتك أعراض بنات مصر وتصويرهن عاريات بدعوى إجراء كشف العذرية، وأخيراً دهس المتظاهرين بمدرعة عسكرية فى مذبحة ماسبيرو.. فى أعقاب كل واحدة من هذه الجرائم كان المجلس العسكرى يعلن عن فتح تحقيقات لم نعرف نتائجها أبداً.أليس من حقنا أن نطالب بجهة تحقيق محايدة فى مذبحة ماسبيرو التى راح ضحيتها 27 مواطناً مصرياً..؟!
ثالثاً: هل يطبق المجلس العسكرى سياسة واحدة على الجميع..؟!
منذ البداية اقترب المجلس العسكرى كثيراً من جماعات الإسلام السياسى، ومن ناحية أخرى ـ جرياً على عادتهم التاريخية ـ قدم الإخوان المسلمون مصالحهم الحزبية على أهداف الثورة: بعد أن كانوا يطالبون بدستور جديد قبلوا تعديلات المجلس العسكرى وانحازوا إلى كل ما يفعله وصاروا بمثابة الجناح السياسى له حتى إن جريدة «المصرى اليوم» نشرت منذ أيام أن الإخوان فى حملاتهم الانتخابية يقومون بتوزيع اللحوم المدعمة من ميزانية الجيش. هذه المعايير المزدوجة امتدت إلى إجراءات القانون.. لقد تمت محاكمة 12 ألف مدنى أمام المحاكم العسكرية وهم يقضون الآن أحكاماً بالحبس. إن محاكمة المدنيين أمام محاكم عسكرية انتهاك لحقوقهم الإنسانية والقانونية وللمعاهدات الدولية التى وقعت عليها مصر.. إن المجلس العسكرى يطبق المحاكمات العسكرية على مواطنين دون غيرهم. فالذين أحرقوا الكنائس وهدموا الأضرحة والذين قطعوا خط قطار الصعيد فى قنا لمدة أسبوعين ـ لم تقبض عليهم الشرطة العسكرية ولم تحقق معهم بالرغم من ظهورهم بالصوت والصورة فى فيديوهات كثيرة. فى الوقت نفسه كان الشاب على الحلبى، عضو حركة 6 أبريل، يرسم على الحائط ليدعو المواطنين إلى عدم انتخاب فلول نظام مبارك، فألقت الشرطة العسكرية القبض عليه وأحالته إلى النيابة العسكرية التى أمرت بحبسه فى السجن الحربى. تقدم الأستاذ جمال عيد المحامى وبعض زملائه إلى النائب العام ببلاغ ضد وزير الإعلام أسامة هيكل يتهمونه بالتحريض الطائفى ضد الأقباط فى التليفزيون الرسمى أثناء مذبحة ماسبيرو فإذا بالنائب العام يحيل البلاغ إلى القضاء العسكرى. هكذا يقرر المجلس العسكرى محاكمة المصريين عسكرياً أو مدنياً وفقاً لرغبته المطلقة. مثال آخر على المعايير المزدوجة: لقد قرر المجلس العسكرى مراقبة التمويل الأجنبى لمنظمات المجتمع المدنى، وهذه خطوة صحيحة وواجبة. من حق المصريين أن يعرفوا مصادر التمويل لكل الجماعات والأحزاب والمؤسسات فى مصر، لكننا نلاحظ أن المجلس العسكرى يراقب التمويل الخارجى من ناحية واحدة. إن الإخوان المسلمين وأعضاء الأحزاب السلفية ينفقون يومياً ملايين الجنيهات فى الدعاية الانتخابية.. أليس من حق الشعب المصرى أن يعرف من أين يأتى الإخوان والسلفيون بكل هذه الأموال..؟ هل اتخذ المجلس العسكرى أى إجراء لكشف مصادر تمويل الإخوان المسلمين والأحزاب السلفية..؟ لماذا لا يخضع المجلس العسكرى ميزانياتهم لرقابة الدولة..؟ هل يتمتعون بمكانة خاصة لدى المجلس العسكرى تمنعه من محاسبتهم..؟
رابعاً: ماذا فعل المجلس العسكرى من أجل اجتياز الأزمات..؟!
مصر الآن تمر بأزمات عديدة بدءاً من الانفلات الأمنى وحتى الأزمة الاقتصادية وركود السياحة. معظم هذه الأزمات مفتعلة ينفذها المسؤولون المنتمون إلى النظام القديم الذين أبقاهم المجلس العسكرى فى مناصبهم.. المشكلة الكبرى تتمثل فى الانفلات الأمنى: آلاف البلطجية والمساجين الجنائيين الذين أطلقهم نظام مبارك يعيثون فساداً فى كل مكان. الشرطة المصرية غائبة لأن قادتها ينتمون إلى نظام مبارك ويتقاعسون عن حماية المصريين ليعاقبوهم على ثورتهم.. وزير الداخلية لا يستطيع السيطرة على وزارته. يكفى أنه أكد أن القناصة الذين قتلوا الشهداء لا ينتمون إلى جهاز الشرطة ثم خرجت وثائق تؤكد وجود قناصة الشرطة فى إدارات عديدة.. لماذا لم يقم المجلس العسكرى بإقالة وزير الداخلية وإعادة هيكلة جهاز الشرطة بطريقة تؤدى إلى الدفع بضباط شرفاء محترمين إلى المناصب القيادية حتى يتمكنوا من استعادة الأمن للمصريين..؟! لماذا لا تتدخل الشرطة العسكرية لحماية المصريين من اعتداءات البلطجية..؟! إن الشرطة العسكرية تتدخل بقوة فى حالتين اثنتين فقط: إما من أجل قمع الثوار، وإما من أجل إنقاذ أحد مسؤولى النظام السابق إذا حاصره المتظاهرون.. هل فعل المجلس العسكرى ما يجب عليه من أجل استعادة الأمن فى مصر؟! أظن الإجابة واضحة.
لقد أدت سياسات المجلس العسكرى إلى إحباط المصريين وضاعفت من معاناتهم، كما أنها أعطت فرصة ذهبية لفلول نظام مبارك من أجل احتواء الثورة وتفريغها من طاقتها ومنعها من تحقيق أهدافها... إن الثورة المصرية تمر الآن بلحظة حرجة يحاول فيها نظام مبارك بمساعدة المجلس العسكرى أن يعيد إنتاج نفسه بشكل جديد. هناك توقعات جادة بأن تكون الأغلبية فى مجلس الشعب لأعضاء الحزب الوطنى.. لن نسمح أبداً بهذا المهزلة. لقد قدم الشعب المصرى ألف شهيد وألف مفقود (تم قتلهم غالباً ودفنهم فى أماكن مجهولة) و1400 إنسان فقدوا عيونهم إلى الأبد وعشرة آلاف مصاب.. بعد هذه التضحيات الجسيمة لن نقبل أبداً بأن يسيطر فلول النظام البائد على مجلس الشعب ويكتبوا بأنفسهم دستور الثورة التى قامت أساساً ضد فسادهم وظلمهم.
..إن دم الشهداء أمانة فى أعناقنا جميعاً لن نؤديها إلا إذا دافعنا عن الثورة حتى تحقق أهدافها وتبدأ مصر المستقبل بعيداً عن أشباح الماضى وفلول النظام الفاسد.
«الديمقراطية هى الحل»

القبض علي شريك «شارون» في المضاربة علي أرصدة المخلوع بسويسرا

في تطور مثير لقضية أرصدة الرئيس المخلوع ونجليه في البنك المركزي الإسرائيلي المتهم بالتلاعب فيها نتائيل شارون المستشار المالي للبنك، ألقت السلطات السويسرية الخميس الماضي القبض علي شريك ثان لشارون يدعي «كافكو أدوبولي» وهو يهودي يحمل الجنسية الإسرائيلية ويعمل في الفرع الرئيسي لبنك «يو. بي. إس» السويسري بجنيف.

ويأتي القبض علي «كافكو أدوبولي» بعد أن كشفت التحقيقات الإسرائيلية أن «كافكو» هو الشريك الثاني لنتائيل شارون المحتجز علي ذمة التحقيقات حالياً، وأن كافكو يعمل داخل بنك «يو. بي. إس» الموجود به أرصدة الرئيس المخلوع مبارك وعائلته التي صدرت بشأنها قرارات بالتجميد من الملحقية القانونية للاتحاد الأوروبي في 21 مارس 2011 بالقرار رقم 270 .

المثير أن «كافكو أدوبولي» قام بالتعامل سراً علي أرصدة مبارك وأسرته بشكل وهمي من سويسرا، مما نشط الحسابات في أرقام البنك المركزي الإسرائيلي، وكشفت التحقيقات أن كلاً من كافكو، وشارون حقق ربحاً قدره 350 ألف شيكل لكل منهما، أي المبلغ الذي اقتطع من أرصدة مبارك 700 ألف شيكل بما يعادل مليوناً و151 ألف جنيه مصري.

وكشفت التحقيقات أن رصيد مبارك وأسرته في البنك المركزي الإسرائيلي والذي ضارب عليه «شارون وكافكو» بلغ 2.3 مليار شيكل وليست ملياراً فقط كما أظهرت التحقيقات الأولية.

الأكثر إثارة أن التحقيقات أظهرت أن «كافكو أدوبولي» كان صديقاً حميماً لعلاء وجمال مبارك، وأنه كان علي علم تام بكل أرصدة الرئيس المخلوع وأسرته، من خلال عمله لسنوات داخل الفرع الرئيسي لبنك «يو بي اس» في العاصمة السويسرية.

الخطير أن التحقيقات توصلت إلي أن أرصدة مبارك ونجليه لم تكن في حساب واحد، بل كانت موزعة علي عدد من الحسابات، وهو ما يطرح تساؤلاً مهماً: هل قرار التجميد الأوروبي تم علي كل حسابات مبارك وأفراد أسرته، أم أن هناك حسابات لا تزال خفية لا يعلمها إلا شارون في إسرائيل وأدوبولي في سويسرا.

يذكر أن السلطات السويسرية وضعت كافكو أدوبولي قيد الإقامة الجبرية داخل منزله في جنيف.

15 مليار دولار قيمة سبائك البلاتين المهربة من مبارك لإسرائيل

معلومات موثقة بالمستندات حصلت عليها "روزاليوسف" تكشف خط سير أكبر شحنة معادن ثمينة خرجت من مصر في عصر الرئيس المخلوع "محمد حسني مبارك" بوزن 19 طنا و400 كيلو سبائك بلاتين في ديسمبر 1982 وهي شحنة تؤكدها وثائق البنك المركزي السويسري والسجلات الأوروبية وتحريات مكاتب مكافحة الاحتيال وغسيل الأموال الدولية حاليا وكلها تكشف أن سبائك مبارك الذهبية والبلاتينية مرت من البوابة القبرصية ومنها إلي تل أبيب حيث تمت عملية إسالة السبائك بفكرة يهودية لتغطية مناقصات حكومية رسمية لإنتاج العملات الذهبية التذكارية بأنواعها لحساب السوق الإسرائيلية وأسواق عالمية أخري نجح فيها الرئيس المخلوع مع "اسحق حوفي" و"ناحوم أدموني" رؤساء الموساد في غسيل رصيده الذهبي في البنك المركزي القبرصي عبر فرع شركة "بوليون المحدودة" المملوكة لمبارك في تل أبيب منذ عام 1981 .

في البداية كانت أول الحقيقة الحصول علي نسخة رسمية من الوثيقة المشفرة بالكود رقم (6540078688-إتش-564664) الصادرة في شكل وثيقة إيداع رسمية حكومية من البنك المتحد السويسري "البنك المركزي" لوديعة معدنية عبارة عن سبائك من معدن البلاتين تزن 19 طنا و400 كيلو جري إيداعها بتاريخ 11 ديسمبر 1982 تحت رقم (2709987- بي-2709) وهي منقولة من القاهرة برقم (270711098) برقم دولي (بي إن 207107) بتعريف (دي سي إل 40707 إل إس 709) لسبائك مدموغة بالرقم 711071 بعلامة "فلاينج هورس" لسبائك مدموغة من عيار بي دي 6453 سي إل إس 9999 ببوليصة تأمين مرفقة رقم 2709987 بي 2709 برقم (دي إن ايه القاهرة دي سي 70987 بي 27098 باسم صاحب الشحنة "حسني مبارك" تم إيداعها بالبنك المركزي الحكومي السويسري برقم (بي ايه 7110753 سي دي إل 787) برقم مسلسل (070987114025 بي إس) تشفير (إن دي إس 11107110 إل 27098110789) وقد مرت الشحنة بالإجراءات الرسمية وحصلت علي الموافقة الحكومية السويسرية من مكتب وزير المالية السويسري برقم (إف إل بي 5640453553 إي دي 543078688/إم/117071107/طبقا للقانون 1980) وقد تم تأريخ الشحنة بالرقم المشفر 4187 بي إتش 2098 بازل سويسرا 11 ديسمبر 1982 وقد ذكر في تقدير الشحنة المالي أنها بسعر يومها 11 ديسمبر 1982 كانت تقدر ب14 مليارًا و900 مليون دولار أمريكي وقد كان التقدير إلزاميا حيث إن الشحنة مؤمن عليها ومرفق بها كما طالعنا وثيقة تأمين حكومية سويسرية تمنع أي جهة من الاستيلاء عليها وإلا تصبح الحكومة السويسرية ملزمة برد المبلغ التقديري لصاحب الوديعة.

الغريب أن مصر عمليا في ذلك التاريخ لم تكن قد بدأت إنتاج السبائك الذهبية بأنواعها بعد، كما أن أحدا من مصر لم يبلغ عن فقد تلك الكمية الهائلة من البلاتين، كما لا يوجد تسجيل صناعي لتلك الكمية الكبيرة من البلاتين في تواريخ معاصرة سابقة أو لاحقة علي الشحنة علما بأن أول إنتاج مصري للسبائك الصفراء كان في إبريل 2007 بإشراف شركة "ماتزهولدينجز" القبرصية.

لكن في التحريات الأوروبية نجد الجواب، فقد تمت سرقة جبانات الآثار المصرية في معظم مناطق مصر الأثرية في تلك التواريخ المعاصرة حتي إننا وجدناها في سجلات شرطة سكوتلاند يارد في لندن ومذكور أنها سبائك عالية النقاء لقطع أثرية معدنية أفرغت تقريبا من عنصر البلاتين واختفت تماما داخل سبائك.

معلومات أخري أكدت أن أطنانًا من البلاتين كانت موجودة في أشكال ممتلكات عدة لأملاك أسرة محمد علي والتي كان يشرف عليها زكريا عزمي شخصيا ومبارك كرئيس للدولة داخل القصور الرئاسية خاصة قصر عابدين.

إذا كان لابد أن نعود لتاريخ الصاغة المصرية حتي نفك اللغز فوجدنا ذكريات متعددة لتجار كبار وورش تاريخية رفض أصحابها ذكر أي معلومات عنهم يتذكرون أن جهة ما تابعة للرئيس الجديد وقتها "حسني مبارك" قامت فعلا بإخلاء ورشتين محددتين في تاريخ يسبق الشحنة بشهور قليلة وأنهم كانوا بالفعل يعدون سبائك بلاتين اعتقد التجار أنها خاصة بالدولة مع أنهم تشككوا يومها وتساءلوا لماذا لم تصب في مسابك الحكومة وكان جزاؤهم زيارات مرعبة لوزارة الداخلية المصرية وكنا في عصر وزير الداخلية اللواء "حسن أبو باشا" الذي شغل المنصب من 3 يناير 1982 حتي 16 يوليو عام 1984 .

والغريب أن معلومة أخري من تلميذ للواء "محمد النبوي إسماعيل" الذي شغل المنصب منذ 26 أكتوبر 1977 حتي 2 يناير 1982 تؤكد أن النبوي لم يرد أن يتلطخ اسمه بالمزيد من خطايا مبارك فقرر الخروج من الوظيفة وليس كما جاء في الرواية الرسمية وأن أحد أهم الأسباب كانت في قضية تسييل البلاتين التي كانت من المفروض أن تتم تحت رعاية وحراسة وزير الداخلية والأغرب أن إحدي محاولات اغتيال النبوي لم تكن من قبل الجماعات الإسلامية بل كانت من قبل رجال مبارك لأن النبوي لمح في أحد المناسبات الخاصة بقشور معلومات عن تهريب البلاتين وقد صمت بعدها النبوي نهائيا بعدما نجا من الموت.

هنا كان لابد أن نعود لما حدث بعدها لخط سير السبائك لنجد معلومات أوروبية موثقة تثبت أن سبائك البلاتين استبدل أكثر من نصفها في البداية لسبائك ذهبية وأن الكميات كلها حولت إلي البنك المركزي القبرصي في قبرص التركية حيث نجد هناك لأول مرة تأكيدات مستندية تفيد بأن شركة "بوليون المحدودة" المملوكة لعلاء مبارك في قبرص كانت قائمة منذ ديسمبر عام 1981 وأنها أقيمت أصلا علي يدي الأب محمد حسني مبارك وأن منشأ الشركة يسجل أن "زكريا عزمي" هو مؤسسها إداريا وقد كانت قائمة طيلة الوقت بل إنها تاريخيا أول شركة مصرية يقام لها فرع في تل أبيب بنفس الاسم "بوليون المحدودة" وأن تلك الشركة هي أولي شركات التطبيع الاقتصادي مع إسرائيل وقد استمرت في عملها مع اختلاف واحد وهو إضافة نشاطات جديدة علي الشركة في عام 1996 عندما آلت ملكيتها لنجل المخلوع علاء مبارك ولا تزال تعمل حتي الآن في تل أبيب حتي بعد دخولهم جميعا للسجن.

المشكلة كانت في كيفية غسيل تلك الكمية دون أن يشك أحد خاصة مع العلم أن أرقام وبيانات الشحنة لا تزال مسجلة في المستندات الأوروبية وقد كانت محل بحث دقيق مؤخرا لأجهزة مكافحة الاحتيال وغسيل الأموال حتي خرجت المعلومات عنها.

الحقيقة في سر غسيل سبائك مبارك البلاتينية المختفية كان في الفرع الإسرائيلي لشركة بوليون المحدودة" المملوكة منذ عام 1981 للرئيس المخلوع ففي نهاية عام 1982 طلب مبارك مساعدة صديقين له في إسرائيل هما "اسحق حوفي" الذي ساعد مبارك لإنشاء فرع «بوليون تل أبيب» وكان علي وشك ترك الخدمة ومن بعده "ناحوم أدموني" رئيس الموساد حتي 1989 اللذين طرحا عليه الفكرة والحل الذي يبحث عنه مقابل عمولة خاصة دفعها مبارك لهما.

أما الحل فكان يكمن في دخول شركة مبارك "بوليون المحدودة" في المناقصات الحكومية الإسرائيلية لإنتاج وتصنيع العملات المعدنية الذهبية التذكارية وكانت أولها مناقصة إنتاج عملة إسرائيلية تذكارية علي اسم الملياردير اليهودي المناصر لإسرائيل "روتشيلد" فوجد مبارك أن الفكرة حلت له مسألة غسيل السبائك بشكل نهائي فوافق علي الفور ودخل المناقصة رسميا.

ولأنه مبارك فازت «بوليون المحدودة تل أبيب» بالمناقصة وخرجت عملة روتشيلد الذهبية فئة العشرة أجوارات بنقاء 900% بسعر سوقي 650 دولارًا أمريكيا للقطعة وأسال مبارك يومها أول طن من السبائك في ديسمبر عام 1982 أي بعد أيام معدودة من خروج الشحنة من مصر لسويسرا ومنها لقبرص ثم إسرائيل وقد نجحت الصفقة ووزعت القطعة التذكارية من إسرائيل حتي استراليا وأصبحت بوليون إسرائيل ذائعة الصيت.

في سجلات بورصة إسرائيل الذهبية المعروفة باسم "سبيل الذهب" وجدنا خط السير موثقًا بين تاريخ العملات الذهبية المنتجة في إسرائيل باسم شركة بوليون التي علمنا أنها قامت بعدد 12 عملية إنتاج استهلكت من رصيد سبائك مبارك حتي عام 2000 ما يعادل 17 طن بلاتين انتجت خلالها الشركة عملات ذهبية بيضاء وصفراء لمعظم دول الاتحاد الأوروبي وحتي للولايات المتحدة الأمريكية ومن السجلات وجدنا أن في عام 1985 صدر في واشنطن القانون الفيدرالي الموحد لإنتاج العملات الذهبية التذكارية وهو القانون الذي أتاح بشكل رسمي لمبارك أن يسيل كل ما يمكنه الحصول عليه من سبائك في أمريكا نفسها.

في عام 2000 توقفت بوليون عن إنتاج العملات الذهبية في داخل إسرائيل بسبب الضرائب الباهظة وسحب مبارك كل الرصيد المتبقي من السبائك وردها إلي البنك المركزي القبرصي لينتج من هناك لأن قبرص معروفة أنها أصل السبائك في العالم خاصة أن علاء مبارك حصل علي شروط إنتاج جيدة من الحكومة القبرصية التركية.

كان لم يتبق من الكمية التي قاموا بتهريبها من مصر عام 1982 سوي 2 طن و400 كيلو بلاتين أبيض وخلال عام 2010 كانوا قد نجحوا في الفوز بثلاث مناقصات حكومية من بريطانيا وفرنسا وبلجيكا أسالوا فيها معظم ما تبقي من رصيد البلاتين حتي إن البنك المركزي القبرصي قد سلم منذ أيام قليلة النائب العام القبرصي "بيتروس كليريدس" بيانًا بما تبقي من رصيد مبارك الذهبي وهو 274 كيلو ذهب أصفر و50 كيلو بلاتين لم تنجح العائلة يومها في تسييلها مع أن الموقع الإسرائيلي المتخصص "قيراط 8" قد أكد أن بوليون تل أبيب في 12 مايو 2010 فازت بمناقصة إنتاج عملة إسرائيلية تذكارية فئة العشرين شيكل تحمل شعار أسد يهوذا التوراتي من جهة ومن الجهة الأخري مدينة القدس وزن القطعة أوقية واحدة من عيار ذهب 24 علما بأن الأوقية المصرية تساوي كما تقول الموسوعة العالمية 34 جراما غير أن بوليون سلمت للسوق الإسرائيلية 3600 قطعة فقط ولم تكمل المناقصة لظروف خاصة بملاك الشركة كما ذكر وبالقطع نحن نعلم تلك الظروف.

بالإضافة إلي ذلك هناك معلومات حديثة تكشف عن جواب رسمي حول التساؤلات عن مصدر الشحنة الأولي وكيف قام مبارك بتجميعها بعد عامين فقط من حكمه جاءت فيما كشفه وزير المعادن السوداني الدكتور "عبد الباقي الجيلاني" في 7 أغسطس 2011 لوسائل الإعلام السودانية عندما أكد معلومات سودانية سيادية تشير لتهريب 36.8 طن ذهب وبلاتين إلي إسرائيل عبر مصر خلال فترة الرئيس المخلوع مؤكدا أنها كانت أموال شحنات سلاح غير شرعي لدول إفريقية قامت بالدفع لمبارك مورد الصفقات في عدد منها والوسيط في عدد آخر لأن تلك الدول كانت لا تمتلك سيولة نقدية فدفعت في شكل غطاء سبائك بلاتينية وهي إجابة رسمية تعد الأولي من نوعها عن مصادر بلاتين وذهب مبارك المهرب من مصر وربما تفجر في نهاية الأمر حقيقة مروعة جديدة وهي أن مبارك كان وسيطا للسلاح الإسرائيلي لدول إفريقيا.

السويس مولعة

السويس مولعة، أنا قلت: إيه؟!
صهيونى ثانى ولا إيه؟؟
قالولى : مصرى! قلت: ليه؟؟؟
قالولى: عبد وكتِّفوا برشاش إيديه

... يعنى السويس الحرة ست البيوت
إللى الشهادة تحتها تصبح مزاج
تصد جيش داوود بغنوة سمسمية
وشبابها يأتوا المعجزة جوة الطاغوت
ييجى عليها اليوم وتولع من نيرون؟؟
والشعب ياخد طلقته فى الظَّهر ليه
والغدر مين دلُّه على بيوت السويس؟

يا عبد وأنت مسلسلك عبد ابن عبد
ومسلسلين كده كلكم جوة التابوت
يا موحشين شكل الحياة.. يا ناس روبوت
بالأمر تفهم، وإن فهمت تموت قوام
شنبات غليظة والعصا وكروش تقرَّف
ودم أهلك فى الهزار لا تقول وتوصف
تضرب قنابل فى السويس إزاى يا نيلة؟
وتنسى نفسك فى الدمار وترد ديب
ما تقولش مصرى اتحرمت والله عليك
الشكل واحد واللسان والغمازات
بس القساوة حفَّرت جواك خرابة
تمد إيدك بالغبا على ناس غلابة
وتجرّى أصحاب البيوت جوة السويس
يا ضيف ثقيل.. يا عار يا شوم
الموت مفحفح من هدومك والبيادة
يا خسارة التعب اللى راح على دى الرباية
يا ضبع، يا محتل، يا نحس الجراد
يا خاين اللقمة، يا دون، يا ابن الحرام
خسارة فيك والله التحية العسكرية
وإن مت ما تعتِّبش من باب الشهيد
يا شىء، يا ميكروب التعاسة والأسى
يا عبد خانع بالنجوم والكتَّافات
حل القيود وارتد راجل مش نفر
وخللى عندك مالخشا ومن النظر
ده أنت فى سويس الحب فى سويس المقاومة
يعنى انحنى واخشع.. واخلع ناعِليك
ملِّس على بيوت السويس والسمسمية
طبطب على البحر الكبير والبمبوطية
واطفى السيجارة عند شارع الأربعين
ومللى عينك ماللى كافحوا من سنين
وارمى الحمول فى المينا واركبلك بلا نص
خش استحمى اياك تفوق
وصلى -مسلم أو مسيحى- خش صلى بالدموع
ياللى أنت راضع غاز مسيّل للدموع
وكُح دم إياك تعود زى أما كنت
تترد لك حتة ضمير
وتتوب على أرض السويس

منقول .. الكاتب غير معروف