الخميس، 4 أكتوبر 2012

سعد الدين الشاذلي - البطل الحقيقي لحرب اكتوبر




- رئيس أركان حرب القوات المسلحة (1970 - 1973) والعقل المدبر لحرب إكتوبر وواضع خطة الحرب المسماة... المآذن العالية
- سعد الدين الشاذلي رجل عسكري نادرا ما تنجب العسكرية مثله ... قضى هذا القائد 34 عام في المجال العسكري (1940 - 1973) ... خاض الكثير من الحروب والمعارك وتفانى في الدفاع عن الدين والوطن
الفريق سعد الدين الشاذلي ولد (أبريل 1922)..
- رئيس أركان حرب القوات المسلحة المصرية في الفترة ما بين 16 مايو 1971 حتى 13 ديسمبر 1973.
ولد بقرية شبراتنا مركز بسيون قي محافظة الغربية في دلتا النيل.


يوصف بأنه الرأس المدبر للهجوم المصري الناجح على خط الدفاع المنيع بارليف في حرب أكتوبر عام 1973.
حظى بشهرته لأول مره في عام 1941 عندما كانت القوات المصرية والبريطانية تواجه القوات الألمانية في الصحراء الغربية إبان الحرب العالمية الثانية وعندما صدرت الأوامر للقوات المصرية والبريطانية بالانسحاب.
بقى الملازم الشاذلي ليدمر المعدات المتبقية في وجه القوات الألمانية المتقدمة.
أثبت الشاذلي نفسه مرة أخرى في نكسة 1967 عندما كان يقود وحدة من القوات المصرية الخاصة المعروفة بمجموعة الشاذلي في مهمة لحراسة وسط سيناء ووسط أسوأ هزيمة شهدها الجيش المصري في العصر الحديث وإنقطاع الإتصالات مع القيادة المصرية وكنتيجه لفقدان الإتصال بين الشاذلي وبين قيادة الجيش في سيناء فقد إتخذ الشاذلي قراره الجرئ فعبر بقواته الحدود الدوليه قبل غروب يوم 5 يونيو وتمركز بقواته داخل الاراضي الفلسطينيه المحتله بحوالي خمسة كيلومترات وبقي هناك يومين إلي أن تم الإتصال بالقياده العامه المصرية التي أصدرت إليه الأوامر بالإنسحاب فورا.
فإستجاب لتلك الأوامر وبدأ إنسحابه ليلا وقبل غروب يوم 8 يونيو في ظروف غاية في الصعوبة بإعتباره كان يسير في أرض يسيطر العدو تمامًا عليها ومن دون أي دعم جوي وبالحدود الدنيا من المؤن
وإستطاع بحرفية نادرة أن يقطع أراضي سيناء كاملة من الشرق إلى الشط الغربي لقناة السويس (حوالي 200 كم)
- نجح في العوده بقواته ومعداته إلي الجيش المصري سالما وتفادى نيران العدو و تكبد خسائر بنسبة من 10% إلى 20% فكان الشادلي أخر قائد مصري ينسحب بقواته من سيناء.
بعد هذه الحادثه إكتسب سمعة كبيرة قي صفوف الجيش المصري
فتم تعيينه قائدًا للقوات الخاصة والصاعقة والمظلات
وقد كانت أول و أخر مرة قي التاريخ المصري يتم فيها ضم قوات المظلات وقوات الصاعقة إلى قوة موحدة هي (القوات الخاصة) في 16 مايو 1971 وبعد يوم واحد من إطاحة الرئيس السادات بأقطاب النظام الناصري فيما سماه بـثورة التصحيح عين الشاذلي رئيسًا للأركان بالقوات المسلحة المصرية بإعتبار أنه لم يكن يدين بالولاء إلا لشرف الجندية فلم يكن محسوبًا على أي من المتصارعين على الساحة السياسية المصرية آنذاك.
دخل الفريق الشاذلي في خلافات مع الفريق محمد أحمد صادق وزير الحربية آنذاك حول خطة العمليات الخاصة بتحرير سيناء
حيث كان الفريق صادق يرى أن الجيش المصري يتعين عليه ألا يقوم بأي عملية هجومية إلا إذا وصل إلى مرحلة تفوق فيها على العدو في المعدات والكفاءة القتالية لجنوده عندها فقط يمكنه القيام بعملية كاسحة يحرر بها سيناء كلها.
ووجد الفريق الشاذلي أن هذا الكلام لا يتماشى مع الإمكانيات الفعلية للجيش ولذلك طالب أن يقوم بعملية هجومية في حدود إمكانياته تقضي باسترداد من 10 إلى 12 كم في عمق سيناء.
أقال الرئيس السادات الفريق صادق وعين المشير أحمد إسماعيل علي وزيراً للحربية الذي بينه وبين الفريق الشاذلي خلافات قديمة
- يقول الشاذلي عن الخطة التي وضعها للهجوم على العو الصهيوني و إقتحام قناة السويس التي سماها "المآذن العالية" :

إن ضعف الدفاع الجوي يمنعنا من أن نقوم بعملية هجومية كبيرة.. ولكن من قال إننا نريد أن نقوم بعملية هجومية كبيرة.. ففي إستطاعتنا أن نقوم بعملية محدودة، بحيث نعبر القناة وندمر خط بارليف ونحتل من 10 إلى 12 كيلومترا شرق القناة".
وكانت فلسفة هذه الخطة تقوم على أن للعدو مقتلين :
المقتل الأول :
هو عدم قدرتة على تحمل الخسائر البشرية نظرًا لقلة عدد أفراده.
والمقتل الثاني:
هو إطالة مدة الحرب فهي في كل الحروب السابقة كانت تعتمد على الحروب الخاطفة التي تنتهي خلال أربعة أسابيع أو ستة أسابيع على الأكثر لأنها خلال هذه الفترة تقوم بتعبئة 18% من الشعب الإسرائيلي وهذه نسبة عالية جدًّا.
ثم إن الحالة الإقتصادية تتوقف تمامًا في الكيان الصهيوني المحتل التعليم يتوقف و الزراعة تتوقف و الصناعة كذلك لأن معظم الذين يعملون في هذه المؤسسات في النهاية ضباط وعساكر في جيش الدفاع  ولذلك كانت خطة الشاذلي تقوم على إستغلال هاتين النقطتين.
الخطة كان لها بعدان آخران على صعيد حرمان الصهاينة من أهم مزاياهم القتالية وهي حصن بارليف و الطيران الحربي .
في يوم 6 أكتوبر 1973 في الساعة 1405 (الثانية وخمس دقائق ظهراً) شن الجيشان المصري والسوري هجومًا كاسحًا على العدو، بطول الجبهتين، ونفذ الجيش المصري خطة "المآذن العالية" التي وضعها الفريق الشاذلي بنجاح غير متوقع لدرجة أن الشاذلي يقول في كتابه "حرب إكتوبر": "


في أول 24 ساعة قتال لم يصدر من القيادة العامة أي أمر لأي وحدة فرعية.. قواتنا كانت تؤدي مهامها بمنتهى الكفاءة والسهولة واليسر كأنها تؤدي طابور تدريب تكتيكي".
وفي 13 ديسمبر 1973 في قمة عمله العسكري أثناء حرب إكتوبر تم تسريح الفريق الشاذلي من الجيش بواسطة الرئيس أنور السادات وتعيينه سفيراً لمصر في إنجلترا ثم البرتغال.
في عام 1978 إنتقد الشاذلي بشدة معاهدة كامب ديفيد وعارضها علانية مما جعله يتخذ القرار بترك منصبه والذهاب إلى الجزائر كلاجئ سياسي.
الجدير بالذكر أن الفريق الشاذلى هو الوحيد من قادة حرب إكتوبر الذي لم يتم تكريمه بأى نوع من أنواع التكريم, وتم تجاهله في الاحتفالية التي أقامها مجلس الشعب المصري لقادة حرب إكتوبر والتي سلمهم خلالها الرئيس أنور السادات النياشين والأوسمة....
... تقبل الله الفقيد بواسع رحمته
والتعازي لكل الرجال الشرفاء